رفعت رشاد: الرشاوى الانتخابية جرح عميق في جسد الديمقراطية المصرية
حذر الكاتب الصحفي رفعت رشاد من خطورة الرشاوى الانتخابية وتأثيرها السلبي على العملية الديمقراطية في مصر، في مقال نشره بموقع «إيجبتك» بعنوان: «الرشاوى الانتخابية جرح في جسد الديمقراطية».
وأشار رشاد إلى أن استخدام المال السياسي لإقناع الناخبين ليس ظاهرة جديدة، لكنه يختلف في أشكاله وأسبابه حسب طبيعة المجتمعات، مضيفًا أن الرشوة تتحول في المجتمعات الفقيرة إلى وسيلة للنجاة، وفي المجتمعات الريعية إلى طريق سريع للوصول إلى النفوذ، بينما تُغطى في المجتمعات التقليدية برداء المعروف والخدمة، فيختلط المال السياسي بالصدقات، وتغيب إرادة الناخب الحقيقية خلف الأعراف القديمة.
وأضاف رشاد أن الرشاوى الانتخابية تشوه البرلمان والقوانين، حيث يصبح التشريع انعكاسًا لمصالح أصحاب النفوذ بدلًا من التعبير عن إرادة الشعب. وأوضح أن البرلمان الناتج عن هذه الممارسات يفقد قدرته على مراقبة الحكومة أو محاسبة المسؤولين، ويصبح برلمانًا ناقص الشرعية رغم اكتمال عدد مقاعده.
وأكد الكاتب أن أخطر ما في الرشوة ليس الفعل الظاهر، بل أثرها الخفي على تشكيل العقل السياسي للأمة، مشيرًا إلى أن الناخب الذي يعتاد شراء صوته تدريجيًا يفقد حسه بالمواطنة، بينما يصبح تفكير المرشح التشريعي محكومًا بالمصالح الخاصة بدل المصلحة العامة.
وختم رشاد مقاله بأن فساد العملية الانتخابية يخلق دورة من التشوه في الإرادة والتمثيل والقانون والعلاقة بين الدولة والمواطن، ما يجعل إصلاحها أصعب بكثير من مجرد الدعوة إلى انتخابات جديدة، مؤكدًا أن الضرر يمتد إلى الوعي السياسي للمجتمع بأكمله.



